قراءة الكف تعتبر من أفعال السّحرة والعرَّافين، وقد اعتمدوا كثيراً على الخطوط الموجودة في اليدين وكتبوا العديد من الكتب وما لا يُحصى من المقالات في هذا المجال، وكل كتاب يختلف عن الآخر في أنواع الخطوط وتفسيرها. ومنهم من ذهب إلى أن كل يدٍ لها دلالة خاصّة، والتشابه بين خطوط اليدين له مدلول؛ والإختلاف له مدلولاتٌ أخرى.
ومن الأمور الأساسيّة في قراءة الكف والتي يهتم لها كل من يسعى وراء مثل هذه الأمور؛ وهي موجودة عند البعض في مجتمعنا ويطلبونها لمعرفة المستقبل والتنبّؤ به، هي الصحّة والمال والعمر. ففي هذه الممارسات؛ يقوم العرَّاف أو الساحر بإمساك اليد اليمنى حيث أنّه – على حدِّ زعمهم – هي اليد التي تُشير إلى المستقبل؛ ويبدأ ينظر إلى الخطوط ويقرأ ما استطاع ويُخبر الشخص بما يراه. وهذا التصرُّف كان صحيحاً في الماضي ويُعطي معلومات مستقبلية عن الشخص إلى حدٍّ معين، ولكن قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فقد كان الساحر عندما يُمسك يد الشخص؛ يقوم الجن بالإرتقاء منها إلى السماء، وفي بعض الروايات أنّهم كانوا يركبون على ظهور بعض للوصول إلى السماء واستراق السمع عن هذا الشخص، ليخبره الساحر بالأمور المستقبلية المُتعلّقة به.
منذ أن بعث الله الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، تمَّ إغلاق هذا المصدر تماماً في وجه الشياطين، وأصبحت هناك حراسة على السماء، فلا يستطيعون الآن الإرتقاء ولا الإستماع إلى كلام الملائكة، وذلك لحكمة من الله عزَّ وجلّ أن يكون هذا الأمر بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وليس قبلها. قال تعالى في مُحكم تنزيله (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا)، أي شهاباً يضربه فلا يستطيع أن يسترق السمع.
وفي الإسلام، فإنّ مثل هذه الممارسات تعتبر من أمور السّحر والشعوذة المنبوذة من ديننا الحنيف، لقوله صلى الله عليه وسلم (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)، هذا إن سأله، ولكن الأخطر إن صدَّقه، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)، إخراج من الملة لأنه شِركٌ بالله والعياذ بالله، وذلك أنه أنكر أمراً ثابتاً ذكره الله تعالى بقوله (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)، فالشخص في هذه الحالة أنكر أن الله وحده من يعلم الغيب.
فالعرَّاف أو الساحر يا سادة ويا سيّدات، لا يعرف شيئاً عن المستقبل مُطلقاً، ولكنّه يجذب انتباه العامّة ببعض الأحاديث عن أمورٍ قد حصلت مع الضحيّة عن الماضي؛ حتى يصدِّقه في أمور المستقبل. ومن المشهور عند السّحرة والعرَّافين، أنّهم ينسجون ألف كذبة من حقيقة واحدة، وأنّهم يستخدمون الأمور المشتركة لدى كل البشر حتى يُظهِرون قدراتهم الزائفة. فمثلاً، يقول العرَّاف أنّك مجهد وتعبان في أمور حياتك، مَن مِنَّا ليس كذلك. يقول أن عليك أعباءاً مادية، في هذا الزمن لا يوجد أحدٌ ليس عليه أعباءاً ماديّة، إلخ من هذه الأمور.
قد تكون بحثت عن هذا الموضوع لهدفٍ غير الموجود هنا، وأنّك ستظن أن ما هو مكتوب ليس له علاقة بِمُرادك، ولكن وجب التنويه والتحذير أن مثل هذه الأمور غير موجودة، وأنّ السَّعيَ وراءها فيه مضرّة وإخراج من الملّة والعياذ بالله. فاتقي الله يا أخي ويا أختي ولا تنجرفوا معهم، فلا يعلم غيب السماوات والأرض إلا هو.
المقالات المتعلقة بكيف يمكن قراءة الكف